لم نكن بحاجة لاعتراف صناع مسلسل "الإخوة" أنه مجرد محاولة لاقتباس أجواء المسلسلات التركية وتقديم بديل عربي لها، فالأمر واضح منذ البداية. المسلسل مقتبس عن نظيره الأميركي بنفس الإسم، مع إضافة "التوابل" التركية التى جذبت الملايين في عالمنا العربي، ولكننا كنا بحاجة للاعتراف بأن المسلسل قدم الوصفة الكاملة للاقتباس الفاشل باعتماده على أحداث تخالف تماماً واقعنا العربي بل وتسيء اليه.
تعاطي الممنوعات وشيوع العلاقات العاطفية المفتوحة من دون ارتباط رسمي وتصوير الزوجات الجميلات كمجرد خائنات ووضع العلاقات الأسرية على مشرحة الخيانة والمؤامرة وهوس جمع المال ومشاهد مفعمة بالإيحاءات المثيرة ليست مجرد أفكار "غير منطقية" لا تعبّر بصدق عن حقيقة الواقع فى عالمنا العربي وخصوصاً إمارة أبو ظبى حيث تدور الأحداث، وإنما هي أفكار خطرة تمنح هذه المفاهيم الغربية جاذبية لدى المراهقين والمراهقات العرب خاصة وأنها تقدم بأداء مدهش لكتيبة من أكثر النجوم الشباب العرب شعبية وتقنيات فنية عالية وانتاج ضخم وسيناريو مقتبس بالحرف من "مسلسلات الصابون" الأميركية وملاحم الغرام التركية من دون أي محاولة للتعريب حرصا على المصداقية.
الوصفة الكاملة للاقتباس قائمة بالأساس على فكرة غير شائعة في عالمنا العربي، وهي التبني حيث لا تزال العشرات من الدول العربية تمنعه حفظا للأنساب والمواريث، وتكاد تكون القصة الأساسية متأثرة بملحمة أنجلينا جولي وبراد بيت لتكوين عائلة "برانجلينا" بتبني طفل من كل قارة، ولكن الأحداث هنا تقوم على قصة رجل أعمال "فريد نوح" الذي يترك ثروة طائلة أسسها من تجارته في العقارات والسيارت والسياحة، لخمسة شباب أخوة بالتبنى، ويترك معها وصية مفاجئة بمنح النّصيب الأكبر من أملاكه لابنته ميرا التى حرمت طوال طفولتها وشبابها من اعتراف والدها بها.
ميرا الأبنة الوحيدة تحتاج لتغيير الحرف الأول من اسمها لتصبح هيرا رمز الشر، فمنذ دخولها الأسرة تتغير الكثير من المفاهيم، ليتحول المسلسل الى منصة للترويج للخيانات الزوجية والعلاقات غير المشروعة وتقديمهما على أنهما أمر عادي، وتصوير الصراع على المال وكأنه كفاح شريف، وتقديم العلاقات العاطفية المفتوحة من دون ارتباط رسمى وكانها عادة أصيلة يقبلها ويقرها المجتمع العربي.
كل هذه الأفكار تقدمها وجوه تملك الكثير من المحبة في بلادها وهنا مكمن الخطر، فمن من المراهقين والمراهقات لا يرغب فى التشبه بأمثال تيم الحسن، نادين الراسي، أمل بوشوشة، كارمن لبس، باسل خياط، أحمد فهمي، سلوم حداد، ورانيا يوسف، من اقتباس محمد أبو اللبن، لواء يا زجي، وإخراج سيف الدين سبيعي، وسيف شيخ نجيب.
فنياً، تعرض المسلسل لأخطاء ساذجة بسبب تعدد المخرجين والرغبة الملحة فى الانتهاء من تصوير 100 حلقة في 100 يوم فقط، فهناك أخطاء لا يقع فيها مخرج مبتدىء خصوصاً في أرقام لوحات السيارات وملابس الفنانات وتسريحات الشعر، ومن الواضح ان المشاهد تصور وتذاع من دون مراجعة.
الرئيسية
السبت أغسطس 16, 2014 5:07 pm
