نادين الراسي : لا أعرف كيف تفكر سيرين عبد النور..

• تم اختياري في مسلسل «الأخوة» لأنني فنانة كبيرة واسمي كبير

• دخلت إلى العالم العربي بشكل ومضمون جيديْن جداً ولست محصورة بالشكل

• الممثل هو مَن يقف مع النجوم دون أن «يحترق»... وليس من يكون بمفرده

• أنا بانتظار اليوم الذي أقف فيه أمام جمال سليمان

من مسلسليْ «سنعود بعد قليل» و«الولادة من الخاصرة» اللذين شاركت فيهما وصولاً الى مسلسل «الاخوة» الذي يعرض حالياً ويستمر عرضه خلال رمضان المبارك، أثبتت الممثلة اللبنانية نادين الراسي انها تبحث عن نوعية مختلفة من الأعمال تحتاج الى قدرات تمثيلية.

الراسي اكدت في حوار مع «الراي» انها اختارت الملعب الذي يريحها اي «الملعب الصعب»، ورفضت ان تُقارن بسيرين عبد النور، لان لكل منهما هويتها، موضحة ان نوعية الادوار التي تُعرض عليها تختلف تماماً عن تلك التي تُعرض على سيرين، وقالت «لا أعرف كيف تفكر سيرين وكيف تختار أدوارها، ولا أعرف أبداً (لوين واصلة وكيف بدها تكمّل)».

وأقرت بأن «النجومية جميلة وبإمكان اي كان ان يحققها، ولكن الصعوبة تكمن في ان يتحول الفنان الى مثال أو نموذج، وهناك فارق بين النجومية العادية وبين ان يتحول الممثل إلى مدرسة فنية». ورأت أن الممثل هو مَن يقف مع النجوم دون أن يخاف على نفسه، ودون أن «يحترق» وليس من يكون بمفرده:

• تمضين أوقاتك بين بيروت والخارج، فهل أنت تصوّرين عملك الرمضاني الجديد؟

- هو ليس عملاً خاصاً بشهر رمضان بل نستكمل تصوير مسلسل «الأخوة» الذي يُعرض حاليا، وهو مؤلف من 100 حلقة اي ان عرضه سيستمر خلال شهر رمضان المقبل، وهو من إنتاج شركة «كلاكيت» واخراج سيف الدين السبيعي وسيف الشيخ نجيب، ويضم تيم حسن وباسل الخطيب. هذا المسلسل شغلني كثيراً وحال دون ان أصوّر مسلسلاً خاصاً برمضان، اذ باشرنا بتصويره قبل 4 اشهر في ابو ظبي.

• يبدو انك تحرصين على المشاركة العربية الى جانب حرصك على المشاركة في الدراما المحلية؟

- لا شك في ان مشاركة نجوم كبار من الدراما السورية والعربية يشكل عنصراً ايجابياً واضافة لنا. المشاركة جميلة ونتيجة تلك الأعمال ناجحة جداً. كلنا لدينا اعمالنا الـ «سولو» مع ممثلين يشاركوننا البطولة، ولكن عندما أطل عربياً فيجب ان تتحقق هذه المشاركة من خلال نجوم كبار. ومن حسن حظي انني أشارك الكبار. مشاركتي مع دريد لحام في مسلسل «سنعود بعد قليل»، ومن بعده مسلسل «الولادة من الخاصرة»، وحالياً في مسلسل «الاخوة» الذي ترك اصداء ايجابية جداً ويحظى بنسبة مشاهدة عالية جداً، يعني انني أدخل الى العالم العربي بشكل ومضمون جيديْن جداً ولست محصورة بالشكل فقط لأنني أقدم أدواراً صعبة وهذا ما سبق أن أكدت عليه وسأظل أردده بأنني ممثلة وأريد ان ادخل العالم العربي كممثلة جيدة وليس كممثلة جميلة وأرفض أن احصر نفسي في هذا الإطار. وقد اثبت ذلك، لأنني اشارك في اعمالي كممثلة والى جانب كبار النجوم، والنتائج أتت كما توقعتها بل ربما افضل.

• البعض انتقد وجودك في مسلسل «الاخوة» وقال انه لا يتناسب مع حجم نجوميتك واسمك في لبنان؟

- هذا الكلام غير صحيح، ومَن قال هذا الكلام نظرته خاطئة جداً الى الدراما العربية. انا لا أعمل في مسلسل عربي من بطولتي المطلقة بل في مسلسل إنتاجه عربي ويقوم على البطولة الجماعية، اي أنني أقف الى جانب نجوم كبار. لا شك ان اسمي كبير جداً في لبنان كما هو الحال بالنسبة الى اسماء الممثلين السوريين الذين يشاركونني العمل.

مشاركتنا في الدراما العربية، تتحقق من خلال «خلطة» جيدة وبمساحات دور جيدة جدا ونسير جنباً الى جانب وبشكل متوازٍ في العمل. اذا أرادوا محاسبتي لان الاسم في «تيتر» المسلسل كان الاول أو الثاني او الثالث، فإن اسم كل ممثل يُذكر في ترتيب الأسماء انطلاقاً من دوره. عربياً، لا يمكن ان يُذكر اسمي قبل اسم دريد لحام أما عندما يكون اسمي في مسلسل «الأخوة» بين اسماء الممثلين الأخوة حيث الرجال أو الاخوة الخمسة هم ابطال العمل و»اساس المعركة» فهذا يعني انه تم اختياري في عمل معين لأنني فنانة كبيرة واسمي كبير.

انا قرأت عن هذا الموضوع حتى قبل ان يُعرض مسلسل «الأخوة» ومَن حكم عليّ بهذه الطريقة أعتقد أنه شعر بالندم بعد أن تم عرض المسلسل في لبنان، لأنه استعجل في حكمه. حتى بالنسبة الى مسلسل «ابن البلد»، سبق ان قلت «سأحاول أن أقدم أدواري في لبنان كما تقدم الأدوار في سورية»، بمعنى كما يحصل عندما يشارك ممثل كبير في دور محوري في القصة، ولكنه لا يتواجد طوال الوقت على الهواء. كثيرون خافوا من هذا الطرح على عكسي تماماً لأنني عندما كنت أظهر 3 ثوان أو اربعة ثوان خلال الحلقة كان الناس يشاهدون الثلاث ثواني أو الأربع ثواني، وهذا الأمر منحني ثقة أكبر بالنفس وثقة بالناس الذين يؤمنون بأن نادين تحقق النجاح في ايّ مكان تتواجد فيه.

لماذا لا نشارك بعضنا ولماذا لا ندعم بعضنا؟ هذا الامر لن يأخذ من دربي أبداً، بل على العكس هو زادني ثقة بالنفس. ومسلسل «أولاد البلد» هو اكبر مثال على صحة ما أقوله. ولا اعتقد ان احداً من الممثلين يملك الجرأة كي يفعل ما فعلته في مسلسل «ولاد البلد» بل وأتحدى. مَن قال ان دوري فيه كان مجرد دور «كومبارس»، اقول إذا كان دور «الكومبارس» جعل الناس ينتظرون العمل طوال الفترة الماضية، وساهم بأن يحقق المسلسل نسبة مشاهدة عالية وفي رفع مستواه، فإنني اتشرّف بدور الكومبارس، و«عقبال ما يصيروا كومبارس».

• هل تجيدين تمرير الرسائل؟

- كل شخص ينظر الى الأمور من منظار معين. انا انسانة تعرف نفسها جيداً وتعرف مَن تكون ولكن في الوقت نفسه انا أشتغل على نفسي أكثر لانني أحلم بان يصبح اسمي مثل اسم دريد لحام وليس مثل اي ممثل كان.

• ولذلك حرصتِ على التشديد على كلمة ممثلة؟

- طبعاً. الممثل هو مَن يقف مع النجوم دون أن يخاف على نفسه، ودون أن «يحترق» وليس من يكون بمفرده. عندما ألعب «بينغ بونغ» أختار شريكاً «قبضاي» وأثبت جدارتي أمامه بشكل صحيح. لعبة التمثيل تشبه لعبة «البينغ بونغ» التي نتقاذف فيها الكرة، وكلما كانت يد الشخص الذي يقف بمواجهتي قوية، كلما أثبت لنفسي كما له أن يدي أكثر قوة، ولكن «مش شطارة العب بمفردي «فولي بول». كل شخص يختار الملعب الذي يريحه وانا اخترت الملعب الصعب وكما لعبت أمام دريد لحام، يمكن ان ألعب أمام جمال سليمان لان هذا هو هدفي. الكبار يلعبون مع الكبار.

• هل نفهم ان ثمة عملاً ما يمكن ان يجمعك بالفنان جمال سليمان؟

- بل أن هناك «كاستينغ» جرى والأسماء المطروحة مخيفة، وأنا بانتظار اليوم الذي أقف فيه مقابل جمال سليمان. التمثيل لعبة أحب ان اتحدى نفسي من خلالها، ومَن قال ان نادين تشارك النجوم في مسلسل «الأخوة» اقول له «انا اشارك نجوماً كباراً جداً لأنني نجمة كبيرة جداً». فليشاهدوا مسلسل «الأخوة» وكيف اشتغلتُ فيه وبعدها يمكن ان يتكلموا. فليتأكدوا ماذا فعلتْ نادين الراسي اللبنانية بين الأخوة الذين يُعتبرون من أهمّ الممثلين العرب، من مصر وسورية. هذا ما اريد ان أثبته، اريد ان ألعب مع الكبار وان اثبت نفسي. لا اريد ان ألعب وان أرقص بمفردي. فكلنا نجيد الرقص بمفردنا.

• هل تريدين ان تثبتي ايضاً انك لست نجمة موقتة، وهل هناك نجومية موقتة تعتمد على الشكل، ونجومية حقيقية كما هي الحال بالنسبة اليك؟

- لا شك ان النجومية جميلة وبإمكان اي كان ان يحققها، ولكن الصعوبة تكمن في ان يتحول الفنان الى مثال أو نموذج. هناك فارق بين النجومية العادية وبين ان يتحول الممثل إلى مدرسة فنية. بامكان اي فنان ان يشتغل على نفسه وان يصل الى مبتغاه، معتمداً على العلاقات. والكل يعرف ان مجالنا ليس صعباً. مِن لا شيء يمكن ان يطل الفنان على الشاشة وان تستمر إطلالته لأشهر طويلة، فيعرفه كل الناس ويصبح نجماً ولكن ان يتحوّل الى مدرسة وصاحب هوية فنية، فلا شك ان المهمة كبيرة، وهذا ما اسعى الى تحقيقه وإلى اثباته للناس وقبل كل شيء الى نفسي. لذلك أقول دائماً لا تستعجلوا بالحكم ولا تقارنوا، لان هناك اختلافاً واسعاً بين فنانة واخرى، وأنا قلت وسأكرر انه كما يقال دريد لحام، أريد ان يقال نادين الراسي ولن أرضى بأقلّ من ذلك.

• اتهُمت في فترة من الفترات بانك تعتمدين الى جانب الأداء الجيد على الشكل الجميل، وبأن هناك فارقاً بين ممثلة جميلة تؤدي كل الأدوار وممثلة اخرى جميلة ولكنها تظل محصورة بأدوار معينة؟

- لم أُحصر في دور معين. انا من الممثلات اللواتي يتمتعن بشكل جميل ولكنهن لم يُحصرن بأدوار معينة، لكن العروض التي أتلقاها في هذه الفترة مختلفة تماماً عن العروض التي كنت أتلقاها في الفترة السابقة. في السابق عندما كنتُ أقرأ النص، كان يدور حول شابة جميلة، ولكن بعد دوري في «الولادة من الخاصرة» الذي قدمتُ فيه «ماستر سين» يُعتبر من اصعب المشاهد، وبعدما شاركتُ في مسلسل «سنعود بعد قليل» لمستُ ردة فعل ايجابية على أدائي، وتَكرر الأمر نفسه مع مسلسل «الأخوة»، ولذلك صارت الأدوار التي تُعرض عليّ مختلفة وتخطت مرحلة الشكل. وانا تجاوزتُ مرحلة الشكل منذ فترة بعيد، ولكن «هم» تخطوه اليوم وهذا ما تؤكده الأدوار التي يعرضونها عليّ، بدليل أن كل المسلسلات التي تصلني يطلبون من خلالها نادين الممثلة وليس لمجرد انني امرأة جميلة.

• هل ترين ان شكلك ظلمك في البدايات لانه تمّ التعامل معك على انك ممثلة جميلة؟

- عندما كانت تصلني عروض من مصر، كانت تركز على أدوار الفتاة جميلة التي تملك دور أزياء، او الفتاة الجميلة التي يغرم بها شخص ولكنه لا يلبث ان يعود الى حبيبته اي البطلة. وهذا النوع من الأعمال لم يكن يرضيني. اما في لبنان فكنت الفتاة الجميلة ولكنها البطلة المظلومة التي تحب او التي تحقد على والدها او شقيقها او التي تطالب بحقوقها. لكن حالياً تصلني الأدوار التي أحلم بأن اقدمها والتي فيها تمثيل. لا يمكن ان اقول انني ظُلمت، لانهم اذا وجدوا انني املك شكلاً جميلاً وأستطيع ان اؤدي دوراً، فلماذا لا يعرضونه عليّ، ولكن القبول أو الرفض يعود اليّ وحدي. بإمكاني ان اختار الطريق السهل وان أعتمد الى شكلي وان اصل من خلاله «مدري لوين»، كما بإمكاني ان أضع شكلي جانباً وأن أختار الطريق الأصعب والأطول والذي أصل عبره بشكل صحيح. وهذا لا يعني ان الاخريات وصلن بشكل غير صحيح الا انني شخصياً اريد الوصول بالشكل الذي يرضيني لانني اريد ان اصل كممثلة وليس مجرد شكل. ولو انني اريد الوصول كشكل فقط «كنت صرت مدري وين».

• كيف تقارنين بين تجربتك وتجربة سيرين عبد النور؟

- لا اعرف شيئاً عن تجربة سيرين عبد النور.

• فعلاً؟

- انا لا أعرف كيف تفكر سيرين وكيف تختار أدوارها. لا يمكنني المقارنة لأنني لا أملك اي فكرة عن استراتيجيتها الفنية. اعرف ان مسلسلاتها جميلة وبانها تمثل «حلو». هذا كل ما اعرفه عنها، ولكنني لا أعرف أبداً «لوين واصلة وكيف بدها تكمّل». ولكن من المؤكد انهم لا يطلبون سيرين ونادين على نفس نوع العمل. كلانا جميلتان، لا أنكر ذلك. وفي السابق كنا نُطلب على نفس نوع الاعمال ولكن اليوم «فرقت شوي».

• وما الذي اختلف اليوم؟

- «العمل اللي بينعمل لسيرين.. يعني لسيرين». اصبحت لسيرين هويتها، اما العمل الذي يُكتب لنادين فهو يناسب هوية نادين. نحن مختلفتان في نوعية الاعمال التي نقدمها، ولكنني لا اعرف كيف تسير سيرين والى اي حد يمكن أن يختلف أو ان يتشابه خطها مع خطي.

• هل أدوارك أصعب وبنيتها الدرامية أكبر؟

- الشخص هو الذي يقرر إذا كان يريد ان يؤدي دوره بشكل خارجي او داخلي. الدور نفسه تلعبه كل فنانة على طريقتها الخاصة. الدور نفسه الذي يُعرض علي او على سيرين او العكس، تؤديه سيرين بطريقتها بينما انا أؤديه بطريقة أخرى ومختلفة.

• هل هذا يعني انك تؤدين أدوارك بشكل داخلي؟